بسم الله الرحمن الرحيم.. أرجو منكم الإفادة في وضع ابني و المساعدة ابني الاكبر عمره الان 7 سنوات و نصف و ارجو منكم مسامحتي على الإطالة...
كان ابني الحفيد الوحيد لاهلي و اهل زوجي و ليس لنا معارف أو أصدقاء لديهم أطفال وكبر و قد اعتاد على الحب و الدلال و بعد سنتين اصبح له ابن عمة وقد اعتاد ان يكون الكبير فلا يضرب لان الاخر صغير و لا يفهم
وعندما اصبح عمره 4 سنوات سافرنا الى امريكا و قد افتقد العائلة جميعا حيث انه لا احد نعرفه هناك وبعد شهرين من سفرنا رزقت بابنتي الثانية و اصبت بكابة ما بعد الولادة و اصبحت عنيفة معه وانا نادمة على كل ما فعلته معه
كنت أضربه و امنعه من الصراخ بوضع يدي على فمه و هو يبكي و ذلك لما سمعناه هناك من انهم ياخذون الاطفال نتيجة سوء المعاملة المهم دخل المدرسة هناك و قد اكدوا ما كنا زرعناه في القبل بأن الضرب ممنوع
وعند الغلط يجب الاعتذار والمحافظة على الدور و الالتزام باداب الكلام و بصراحة تعلم اغلب الاخلاقيات وكنت سعيدة بذلك و بعد مرور سنة عدنا الى الرياض وعاد الى العائلة و لكن كانت أخته معنا و قد كانت تعاني من كسل في عضلة الرقبة فكان الكل يتعاطف معها
وكنت دائما الفت نظرهم له و لكن حينها شعرت ان الغيرة بدات عنده لم يكن يؤذيها و لكن تصرفاته تغيرت و اصبح عنيد و متطلب و دخل المدرسة و كانت الطامة الكبرى بكل اسف حيث ان كل ما تعلمه هناك عكس مايحدث هنا
وحاولت التواصل مع المدرسة و الادارة اكثر من مرة بشـأن ذلك ولكن كانت النتيجة ان قالوا لي صراحة بعد كذا شكوى انك الان في الرياض و يجب ان يتعامل مثل اولاد الرياض بمعنى يضرب اللي ضربه و لايعتذر و لاوجود لاداب حتى لاتضعف شخصيته.
وبعد نهاية العام نقلته الى مدرسة ثانية بعد بحث طويل و قالوا انها من الافضل و عاد نفس الكلام من مدرسته في الصف الاول بانه يخاف من الذهاب بمفرده الى المقصف لان هناك ولد دائما ما يضربه
حاولت معه المعلمة كثيرا بانك قوي ويجب ان تدافع عن نفسك و تكلمت معي كثيرا لتقوية شخصيته أدخلته دورة كراتيه و اصبح امامي يقول سوف اضرب و سوف افعل و لكن كلام
اصبح اجرئ ربما بنسبة 1 في المائة و قد نسيت ان اذكر موضوع فرط الحركة و النشاط الزائد و قلة التركيز و عدم الانتباه حتى نبهتني معلمته في الصف الاول انه ربما يعاني فرط حركة مرضي فاخذته الى طبيب اطفال و كد انه لا يعاني من شي
وان هذا شقاوة اطفال و طلب تحليل الغدة الدرقية له و كانت طبيعية هو ذكي جدا في الرياضيات وباقي المواد مستواه جيد جدا و لكن ليس بمستوى الرياضيات هو الان في السنة الثانية وقلة التركيز وعدم الانتباه
اشعر انها زادت حاولت معه شتى الطرق الثواب و الحرمان و التهديد و حتى الضرب برغم اني لا احبه يتحسن قليلا ثم يعود كما كان دائما ما انتبهت ما بعرف نسيت ما سمعت أصبح يضيع اغراضه و يقول انا ما ضيعتهم كانوا في الشنتة وهكذا
بصراحة في بعض الاوقات افقد اعصابي معه لاني اعلم انه ذكي و لكن قلة تركيز و انتباه اصبح دائم الصراخ في البيت حتى مع اخته الصغيرة و اصبحت هي مثله كثيرة الصراخ و الطلبات
اخبرني اكثر من مرة انه يحس باننا لا نحبه واننا فقط نحب اخته جلست معه كثيرا و اخبرته اننا نحبه كثيرا و لكن هي الصغيرة و لاتفهم و تحتاج رعاية مع العلم انني دائما احتضنه من غير سبب لاريه محبتي و اقول له احبك دائما وأمتدحه امام الجميع ولكن لا ادري اين الغلط
انا اقرا كثيرا و اسال كثيرا و لا ادري هل هذا طبيعي ام لا مع ان شعوري انه لا ؟؟ أعتذر على الاطالة و ارجو الرد لانني اريد ابني ان يكبر رجلا يعتمد على نفسه و يدافع عن نفسه
لا اريده امعة عالة على المجتمع و لا اريد ان تتاثر اخته بتصرفاته فهي تقلده تقليدا اعمى و تريد ما معه دائما برغم انها تحبه دائما تسال عنه و حينما تذهب مع ابيها الى السوبر ماركت او يعطيها احد شيء دائما تاخذ لاخيها؟
؟أرجوكم افيدوني بطرق و اساليب او حتى كتب يمكن ان تساعدني في ذلك و هل يجب ان يعرض على اخصائي نفسي؟؟؟ جزاكم الله كل خير
أهلاً بك أختي الكريمة في موقع المستشار وحياك الله معنا حسبما جاء في رسالتك فأبنك, ذكي جداً, ومتفوق في دراسته , ومحب لأخته الصغرى .
ولكن تعرض في طفولته المبكرة إلى عنف من قبلك وأيضا تعرض إلى تناقض في التربية ففي المدرسة لا يسمح بالضرب وهو سلوك مرفوض وهذا ما علمتموه إياه أنت ووالده بينما في البيت يتعرض للضرب من قبلك !! فأي ارتباك سيشعر به هذا الطفل الصغير .
وبعدما عاد للوطن تعرض مرة أخرى لتناقض أكبر أنت ووالده تعلمانه عكس ما كنتم تقولانه له في السابق " أعني خارج البلاد" , فلابد أن تكون رجلا وتأخذ حقك بالضرب ممن يعتدي عليك , زادت لديه مشاعر الغيرة من أخته , أخبرك بأنه يشعر بعدم محبتكم له , وأصبح عنيد ومتطلب وكثير الحركة على حد قولك .
ولعلني هنا أوضح أن كل هذا سبب طبيعي لسلوكياته الغير مقبولة التي يحاول من خلالها لفت انتباهك له والحصول على بعض الاهتمام .
أختي الفاضلة لكل مرحلة من مراحل نمو الطفل احتياجاتها الخاصة التي لا بد من إشباعها والحاجة إلى الاستقلال والحرية والتقدير والمحبة من الحاجات الهامة التي يسعى الطفل جاهداً لإشباعها في سن السابعة حتى وإن كان ذلك بواسطة طرق غير سوية مثل العناد والحركة الزائدة " الشقاوة" وسلوكيات العدوان والتخريب .
وعندما لا يفطن المربي لذلك,, أعني لإشباع هذه الحاجات بالطرق السوية فالطفل يرفع شعاراته الخاصة " أنا شقي إذاً أنا موجود" " أنا شقي إذا سأحصل على الاهتمام" "أنا عنيد ومشاكس إذا سأشعر بوجود أمي بقربي" " أمي تنتقدني دائما إذا أنا لست عند حسن ضنها وهي بالتأكيد لا تحبني فسأحصل على اهتمامها بالعناد والاعتراض" .
عزيزتي: إن الطفل يسعى جاهداً ليشعر بدفء التقاء عينيه بعيني والديه حتى وإن كان ذلك عن طريق العناد أو أي سلوك غير مرغوب ,وعندما نركز على هذه السلوكيات نحن نعززها بطريقة غير مباشرة ونقدم له الاهتمام الذي يبحث عنه لذا سوف يقوم بتكرار سلوكياته الغير مرغوبة .
ومن ناحية أخرى فالنقد المستمر من الوالدين والتذمر يشعر الطفل بالإحباط بل وهو كفيل بتحطيم قلبه الصغير وشعوره بالدونية والغضب وفقد الثقة بالنفس مما يدفعه إلى مزيد من العناد والرفض, عزيزتي : أبنك يحتاج إلى تغيري طريقتك في التعامل معه .
وفيما يلي بعض الخطوات التي من الممكن القيام بها لتعديل بعض سلوكياته الغير مقبولة:
1- عليك بجمع قواك والاسترخاء والاستعانة بالله عز وجل فأني لمست في رسالتك بعض من الخوف والتوتر والإحباط ,ولا بد أن تعلمي أن المربي الخائف والمتوتر والمتذمر لن ينجح في أداء رسالته وكان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو دائما بـ " اللهم لم شعث نفسي" فالتربية تجربه شاقة ولكن ممتعة في نفس الوقت ولا بد أن يكون المربي بكامل ثقته , ويعطي الكثير من الوقت والجهد ليجني وبعد فترة طويلة من الزمن بداية ظهور الثمار " البراعم" لأن الثمار تحتاج لوقت أطول .
2- الاطلاع على الكتب التي توضح احتياجات الأبناء الهامة خلال مراحل النمو وكيفية إشباعها .
3- أبنك يحتاج إلى أن تتقبليه ثم تتقبليه ثم تتقبليه
4- أشبعي حاجته للفت الانتباه وتلقي الاهتمام عن طريق التركيز على إيجابياته والتغاضي عن سلبياته فمثلا يأتي من المدرسة وقد فقد بعض من أغراضه ركزي على ما هو موجود وامتدحيه واحضنيه سترين بعد ذلك كيف أن سلوكياته ستتغير للأفضل وسيحاول جاهدا أن يحصل على دفئ حضنك ومحبتك عن طريق ما هو إيجابي ومقبول
5- احتفلي بتفوقه, بمحبته لأخته وحرصه عليها ,وكل سلوك إيجابي يعمله وحاولي جاهده على أن تظهري كم أنك فخورة به
6- أنظري إليه بعين المحبة والرضا والتقبل لا بالعين الناقدة والمتذمرة
7- بالنسبة لتعرضه للضرب من قبل بعض الأولاد في المدرسة فاسمحي لي أن أقول بأن هذا إهمال من قبل المدرسة نفسها وليس لعيب أو مشكلة في أبنك فالمفروض أن يقوم المرشد بدوره في مثل هذه الحالة ويستدعي الطالب وولي أمره ويقوم بحل الموضوع على عجل ودون تأخير ,كما أنك أشرت في رسالتك أن أبنك يتعرض للضرب وقت الفسحة !! فأين المعلم المناوب في تلك الفترة والذي من واجبه الانتباه لمثل هذه الأمور؟؟ فعليك بالتواصل مع مدير المدرسة والأخصائي الاجتماعي وحل هذه المشكلة على عجل
8- أختي الفاضلة قلت في رسالتك أنك تريدين من أبنك أن يكون رجلا ولا يكون إمعة وعالة على المجتمع !! دعيني أسألك كيف حكمت عليه بكل هذا وهو في هذا السن الصغير؟؟ وهل من الممكن أن يكون رجلا صالحا دون أن نطبق التربية المحمدية التي هي في أساسها تربية قائمة على الحب؟؟ النبي عليه الصلاة والسلام لم يضرب ولم يقبح ولم ينتقد النبي عليه الصلاة والسلام ربى مجتمع كامل وغير العالم بأسره عن طريق الحب فكيف بطفل صغير يستغيث عن طريق هذه التصرفات المزعجة ..أمي أحبيني ..أمي ثقي بي وتقبليني
مازال الوقت أمامك فهذا الطفل الصغير في غاية الذكاء ويحتاج لأن تركزي على إيجابياته وتتغافلي ثم تتغافلي ثم تتغافلي عن سلبياته حتى لا تعززيها , حتى وإن كنت في البداية يصعب عليك إيجاد الإيجابيات أبحثي عنها بل وضخمي الصغير منها , امتدحيه دائما وأثني عليه واحضنيه واجعلي نظراتك له نظرات تقبل ورضا وثقة واخبريه دائما انك فخورة به وقدمي له الحب الغير مشروط .
أسأل الله عز وجل أن يجعله أبناً باراً بك,وأن يصلحه وسائر أبناء المسلمين إنه على ذلك قدير .
الكاتب: أ. صفاء عيد الأحمدي
المصدر: موقع المستشار